المتجر

سورة يوسف: دراسة موضوعاتية

الوصف

يُعدّ المنهج الموضوعاتي من المناهج النقدية المتكاملة في البحث والتحليل، فهو منهج منفتح؛ إذ استقى من روافد عدّة: ‏كالبنيوية، والأسلوبية، والظاهراتية، والنفسية، والوجودية، والتأويلية. إنه يرصد الثيمة الرئيسة والثيمات الفرعية من خلال ‏الاطراد في الجانب الكميّ؛ فالثيمة الرئيسة هي التي يفوق اطرادها الثيمات الأخرى اطرادا استثنائيا، كما أنه يكشف عن ‏البنى العميقة، ويهدف لبلوغ النواة الأساس التي تكون محور النص، والذي يتشكل العالم الأدبي حوله، ويستشف المعاني ‏المضمرة، ناهيك عن المعاني الظاهرة. كما أنه يسعى لاستكناه العلاقات الخفية والجلية بينها، التي تحقق التجانس، ‏وتفضي إلى وحدة النص، ويحرص على إعادة الصور إلى أصولها الكونية: الماء، والهواء، والنار، والتراب. وقد تم ‏الاعتماد على هذا المنهج الذي تشعبت مفاهيمه الإجرائية إلى حد التضارب والتضاد فأصبحت غير منقادة، وغير طيّعة ‏لتطبيقها على النصوص، وبعد جهد جهيد من استقصاء الكتب التي تخصصت في هذا المنهج، وتضاربت آراؤها، ‏وخلفياتها، وفلسفاتها، قمت باستلهام مضان كل ما ورد في الكتب المتخصصة في المنهج الموضوعاتي ـ مما هو متاح ـ، ‏وغربلته من الشوائب التي علقت بكثير من مفاهيمه؛ نتيجة الترجمات المختلفة، ونتيجة اختلاف الفلسفات عند مؤسسي هذه ‏المناهج. إن سورة يوسف تزخر فيه بعموميات، وتفريعات، وتركيب شمل القصة الوحيدة المكتملة في القرآن الكريم، ‏اقتضت مني منهجا يتطلب مجموعة من المفاهيم الإجرائية، ومجموعة من المصطلحات التي تسمح لي بالولوج إلى ما ‏ورائيات المعنى الظاهر، إلى عمق العمق من خفايا وأسرار، ومن هنا انطلقت بؤرة عملي؛ فكانت دراسة سورة يوسف ‏وفق هذا المنهج، سائلة الله تعالى أن أكون قد قدمت الجديد والنافع من العلم، وبالله تعالى التوفيق.‏

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “سورة يوسف: دراسة موضوعاتية”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *