المتجر

شروح على التفسير الإشاري للشيخ محمد محيي الدين ابن العربي

الوصف

تعدَّدت مناهجُ تفسير القرآن الكريم وتأويلهِ عند العلماء والمفسّرين، وذلك وفقًا لتعدّد ‏الأنظار ‏والمداخل التي ينبني عليها مسار التفسير والتأويل، فثمَّة مدخل يعتمد منهجَ ‏التفسيرِ بالأثر وتفسيرِ القرآن ‏بالقرآن ومراعاة أسباب النزول، وثمّة مدخل يرتئي ‏منهج النظرِ العقليِّ والرأي المسدّد، وآخرُ يستغرقه البحث ‏والافتتان بنظم السور ‏وبلاغاتها وجماليّاتها ذات المنحى الأدبيّ واللغويّ الإعجازيّين، وثمّة مناهجُ سواها ‏شُغلت ‏بالتفسيرات التشريعيّة والأحكام الفقهيّة والأصوليّة والموضوعيّة، والتفسيرات ‏الإعجازيّة العدديّة والعلميّة على ‏مختلف أنماطها. وهذا فضلا عن بعض اتجاهات ‏التفسير المعاصرة التي تنهض على استثمار مفاهيم ‏الهيرمينيوطيقا المعاصرة وتقنيات ‏اشتغالها الواسعة.‏
وفي سياق هذا التعدادِ يندرج التفسير الإشاريّ أو الرمزيّ أو العرفانيّ، وهي تسميات ‏متعدّدة لمسمًّى ‏واحد، اختُصَّ به الصوفيّة، وهو لون من ألوان فهم القرآن الكريم، ‏والتفاعلِ مع آياته والانفعال بها وتلقّيها ‏تلقّيًا ذوقيًّا، يجاوز ألوان التلقّي السائدةِ في ‏كلِّ عصر ومصر.‏
تجدر الإشارة إلى أنَّ الصوفيّة عندما يطلقون تسميةَ “تأويل” أو ” تفسير” أو ” معانٍ” ‏على الإشارات ‏الذوقيّة المستخلصة من الآيات القرآنيّة إنّما يطلقونها إطلاقًا مجازيًّا لا ‏حقيقيًّا؛ لأنّهم يدركون أنّ هذه ‏المصطلحات لها دلالاتُها الخاصّة المتّصلة بتلقّي ‏آيات القرآن الكريم وفهمها على هَدْيٍ من ضوابطَ نقليّةٍ ‏وعقليّة ولغويّة وبلاغيّة ‏وسياقيّة. كما أنّ مصطلح التفسير، وقرينَه مصطلحَ التأويل، مَعْنِيّان بقراءة ظواهر ‏‏النصوص في مجالاتها التداوليّة المعروفة عند المفسّرين باعتبار الحقيقة والمجاز، ‏وفق الضوابط المذكورة آنفًا، ‏وترجيحِ معنى على آخر ممّا هو محتمل في الآية أو ‏الآيات المعنيّة، على ما يتطلّبه السياقُ الخاصّ والسياق العامّ ‏لتلك الآي؛ وعلى ذلك ‏فهما؛ أي: التفسير والتأويل، لا يغادران ظاهرَ النّص، سواء أكان هذا الظاهرُ يحيل ‏‏إلى معنًى حقيقيّ مباشر، أي: تفسير، أم يحيل إلى معنى غيرِ مباشر أو معنى ‏مجازيّ، أي: تأويل.‏

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “شروح على التفسير الإشاري للشيخ محمد محيي الدين ابن العربي”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *