وجيه العرب: عبدالله بن جدعان بين المحتد والمحفد
- رقم التصنيف الدولي : 978-9933-38-619-1
- التصنيف: دراسات تاريخية
- تأليف: أ. د. حمد بن محمد بن صراي
- سنة الاصدار: 2025
- القياس : 17×24
- عدد الصفحات : 182
الوصف
إنّ العصر الجاهليّ لم يوصم بالجهل إلا فيما يختصّ بالدّين أمّا في الأدب فكان عصر نور وعِلم وعرفان، وكان يُرى أدبيّاً من أرقى العصور، وكان يُتَأثّر بشعرائه وخطبائه وحكمائه. وكان أهله أهل ذكاء وحكمة وفطنة ودراية وخبرة، وما رُوي لهم من الشِّعر يدلّ على صفاء نفوسهم، وصدق عواطفهم، وعظيم إحساسهم ومشاعرهم. وكان لهم من الذوق الرّفيع ما أوصل آثارهم في مجال التّعبير والتّصوير إلى الدّرجة العليا من الدّقّة والعذوبة والجمال. وما أُثر عنهم من أخلاقٍ حميدة، وأعمال فريدة، وأقوال حكيمة تدلّ على نوعٍ من الرقيّ المعنويّ في حيواتهم، وفي أنحاء مجتمعهم. وما اشتهر فيهم من سؤددٍ، وعقلٍ سديدٍ، ورأيٍ صائبٍ، وبُعد نظرٍ، وحُسنٍ في السلوك والسّيرة، وإحسانٍ في المكارم والشرف. إلا أنّ ذلك لا ينافي من وجود سلوكيّات أخرى في ميادين العقيدة والحياة تضعهم في مدارك الجهل، ومهاوي الانحراف. ومن هنا تأتي وتتأتّى دارسة حياة رجل من مشاهير الجاهليّة، ومن عظماء قريش، ومن أكابر العرب ووجهائهم: عبدالله بن جُدعان الذي ترك أثراً، في حياته، وبعد مماته، وخلّف آثاراً من الذِّكر الحسن، والسّمعة الطّيّبة، وترسّختْ في الذّاكرة العربيّة معالِم من سيرته ومسيرته وحياته، نحاول أن نجمعها في هذا الكتاب علّنا نكمل صورة لم تكتمل سابقاً لأنّها مبثوثة في مصادر عدّة، ومتفرّقة في مظانّ مختلفة تتطلّب جَمْعاً وتبياناً وإجلاء.
وبسيرة هذا العَلَم، وبأمثاله، كما يقول الإمام ابن الجوزي: إنّ التواريخ وذِكر السِّيَر راحة للقلب، وجلاء للهَمّ، وتنبيه للعقل فإن شُرحتْ سيرة حازم تعلّمتَ حُسن التدبير، وإن قُصّت قصّة مفرّط تخوّفتَ من إهمال الحزم. وبالوقوف على أخبار مَن تقدّم ممّا تشوّق النّفوس من الوقوف عليه، وتتشوّف بجملتها إليه. ومَن راجع التواريخ كان كمَن شاهد مَن مضى، وعاين ما جرى به عليه القَدَر وقضى. والتّاريخ فنّ لا يملّه طرف مُطالِع ولا يسأمه سمع مصغٍ ولا مراجع، ولا يخلو مَن يقف على التواريخ من فائدة، ولا يطوي صحفها إلا وقد حصل منها على صلة وعائدة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.