المتجر

من نسج البحر لي

الوصف

مسقط اختارت اللحظة التي أصغي فيها. هي التي قررت أن تفرش نهارها الملون بأرجوان الجبال وفيروز البحر على شباكي الصغير و تعلق شاطئاً بنوارسه وصخوره وغابات شجر القرم ومستنقعاته على جدار بيتي . كم رأيت بحاراً وغادرتها أشد الرحال إلى أخرى لا أعرفها لم أقصد يوماً بحر مسقط قبل أن يمتد شاطئها في غفلة أكثر صحواً كذراع إلى سريري وينثر قواقعه ورائحة اليود فوق شراشفي. وها أنا أجالسه فوق صخرة شاطئيّة لا تشبه صخرة لامارتين أمام بحر بيروت ولا تلك التي كان يجلس عليها همنغواي على بحر هافانا..صخرة يسمونها (الفحل) أقضي عندها ساعات طويلة وكأني أهدهد مهداً لا أحد يرقد فيه سواي.

مسقط ليست نائية ولا قريبة. إنها تقيم في النقطة التي تتموضع فيها أشيائي منذ أن تركت دجلة عارياً في ليل الذئاب يمضي مكتنزاً بالطمي والدم والذهب إلى المصب..

مسقط لم أدخلها في كل مرة كنت أزورها.دخلتها فقط عندما قررت هي أن تتوغل فيّ. نحن لا ندخل المدن كما نريد وفي كل وقت نشاء.نحن ندخل عندما تقرر المدن أن تدخل فينا.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “من نسج البحر لي”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *