الوصف

إن قضية العلم وتطوره أو تقدمه باتت من المسائل الفلسفية في الوقت الحالي خصوصاً في مجال الدراسات الفلسفية بالعلوم. فمن المشكلات الفلسفية الخاصة بالعلم هي (مفهومه وطبيعته وكيفية تطوره وتقدمه)، حيث تطرّق لها فلاسفة العلم بداءاً من الوضعية المنطقية، مروراً بتوماس كون فيلسوف العلم الامريكي، وصولاً الى كارل بوبر صاحب منطق التكذيب في تطور العلم. تنصب هذه الدراسة في عرض آراء فيلسوف العلم توماس كون خصوصاً في كتابه الموسوم (بنية الثورات العلمية) حيث تطرق الى قضية الكيفية التي يتطور به العلم فهل العلم او المعرفة العلمية يتطور بصورة تراكمية أو ثورية؟ “إن توماس كون من المؤيدين للنظرة الثورية لتطور العلم ويعتقد بأن نظريات العلم تتغير أثناء حدوث ثورات هي أشبه بتغير الصور الجشتلطية، ومع كل ثورة علمية يتم إحلال نظرية علمية جديدة مكان القديمة. ويقدم توماس كون مخططاً لعرض فكرته عن كيفية تطور العلم في مرحلته البدائية أشبه بمجموعة متفرقة من آراء يسميها النموذج قبل العلمي حتى تستقر هذه الآراء وتبدأ مرحلة العلم الطبيعي أو العادي في هذه المرحلة يبدأ العلماء بنشاطاتهم التجريبية في حل المشكلات التي هي أشبه بحل الألغاز وتستمر هذه المرحلة لعقود إلى أن تظهر مشكلات ليس بإمكان النموذج الإرشادي تقديم حلول بشأنها وتدخل العلم مرحلة الأزمة، في هذه الحالة ينقسم مجتمع العلماء الى مؤيدين للنموذج العلمي السابق أو القديم والى من ينادي بضرورة التخلّي عن النموذج القديم والبحث عن نموذج جديد بإمكانه تقديم حلول للمشكلات وتجاوز مرحلة الأزمة، أثناء ذلك تبدأ مرحلة من الصراع الفكري وتكون الغلبة في نهاية المطاف للنموذج الجديد. وترجع حالة المجتمع العلمي إلى الاستقرار ويبدأ عمل العلم من جديد تحت راية نظرية علمية جديدة تمثل نموذجاً إرشادياً للعلماء، كل ذلك يسمى الثورة. أي إن حدوث التغيير الجذري لتصورات العلماء حول عمل الطبيعة والكون تسمى ثورة علمية. إذن العلم يتطور عبر ثورات عديدة.